Book Overview

مرة واحدة! قصة منار هزاع رسوم علي الزيني قصة نانا وجدها، هي قصة تعبر الكثير من الأطفال والكبار! يقال ان عدد أسئلة الطفل في اليوم واحد قد يصل الي ثلاثمائة سؤال! وتتكر هذه الأسئلة وخصوصا إذا لم تلق رد واضح واستجابة سريعة من الكبار. في القصة، نجد ان نانا، كثيرة الأسئلة، تطلع لقضاء يوم حافل مع جدها، "نلعب ونرسم في الصباح، وبالليل نشجع المنتخب ومحمد صلاح!" هكذا وصف الجد الخطة التفصيلية لليوم. ولكن نانا على عكس الخطط والتطلعات، وجدت ان جدو مشغول بتصليح الإرسال، ما بين ضبط الأسلاك، ومكالمات مع شركة البرامج الرياضية، وهو ما نراه من خلال رسومات الفنان علي الزيني! وفي كل مرة تحاول نانا جذب اهتمام جدو، بطريقتها الطفولية التلقائية، تجده يجيبها بجملة متكررة، كتلك التي تستخدمها أمها في بداية القصة، وكأن الكاتبة ازادت ان تطلعنا على وثاقة وارتباط هذه الجملة بكثرة تكرار نانا للأسئلة، لدرجة جعلت منها جملة شهيرة، تستخدمها الأم، ويستخدمها الجد، كما ستستخدمها نانا ايضاً في آخر القصة! في لقطة غير متوقعة، وكعادة كل الأطفال، نانا تري انها ليست وحدها من يحتاج للتذكرة، بأن "مرة واحدة كفاية!". ورغم ان هناك فرق ما بين الحماس والإلحاح في تكرار الأسئلة، الا ان نانا ببراءة الأطفال، وجدت ان المعلق الرياضي، لحوح، وان جدها هو الآخر لحوح في احتفائه بهدف الفوز! تعمدت الكاتبة استخدام تراكيب مفردات لغوية قريبة من لغة الطفل وقاموسه اليومي. ويأتي تكرار الجمل في الكتاب بموسيقي جميلة. وتأتي مجهودات الكاتبة في اختيار المفردات والتراكيب اللغوية بعناية، وأيضا الحرص على تكرار بعض الجمل، في سبيل تطويع استراتيجيات دعم القرائية التي تساعد الأطفال في المراحل المبكرة على تعلم القراءة. من الرائع هو تعاون كل من الناشر، من حيث عملية الإخراج الفني للكتاب، والرسام من حيث ابداعه في التعبير عن أفكار الكاتبة، الغير متضمنه بشكل مباشر في النص، وهو ما أثمر عن عمل متكامل من حيث الحبكة وسهولة لغة الحكي علي الطفل والأهل، وجاذبية الإخراج الفني والرسم. تسلط الكاتبة الضوء أيضا من خلال القصة لعدة نقاط مهمة، عمل الأم خارج المنزل، وحاجتها للاعتماد علي الجد في الجلوس مع نانا وقت العمل، وهو واقع تعيشه الكثير من الأمهات في عالمنا العربي. وأيضا تركز القصة على علاقة الجد والحفيدة، وهي علاقة مميزة وبها مشاعر إيجابية وطيبة كثيرة، فنجد ان النص تمسك بعبارات ك "رد جدو بهدوء"، "رد جدو بلطف"، و "رد جدو بحنان"، على الرغم من ان لغة الجد الجسدية وتعبيرات وجهه تشي بالكثير من الانزعاج، بل أيضا ببعض الإحباط، الا انه آثر ان يتعامل بكل حب وود مع الطفلة الصغيرة. القصة أيضا تركز من حيث الرسم على التأكيد والاحتفاء بعدة عناصر ثقافية مصرية، تتعلق بالأجواء الاحتفالية المصرية التي تصاحب مباريات منتخب كرة القدم. حيث نجد في مشاهد مختلفة في القصة، بائع الأعلام، وأيضا المقهى الذي يستعد لاستقبال المشجعين، وجاء الغلاف، كما الصفحة الأخيرة بلمحة عبقرية من الرسام ليطلعنا على ان العالم كله يتحول الي ملعب اخضر، في وقت المباراة، وهو تأكيد على محبة الشعب المصري لمنتخبه الكروي واندماج كل طبقات المجتمع في هذه الحالة الاحتفالية الحماسية. وأخيرا، في الوقت الذي لعب فيه المنتخب مباراة كروية، نانا وجدو كانوا في مباراة من نوع آخر! يخوضها كل الكبار والصغار، كل دقيقة، وكل ساعة، وكل يوم! مباراة الإلحاح! وربما تلعب القصة دورا إيجابيا في حياة بعض الأطفال والأهالي، فربما يتبني البعض تلك الجملة الشهيرة: "سمعتك من اول مرة، ومرة واحدة كفاية!"